دبي:صفاء منصور
مع تغير الفصول وظهور تقلبات الطقس، تزداد معدلات الإصابة بالأمراض الموسمية مثل نزلات البرد، والإنفلونزا، والحساسية الموسمية، والتهابات الجهاز التنفسي. وتُعَد هذه الأمراض من أكثر التحديات الصحية شيوعًا خلال فترات الانتقال بين الفصول. فما أسباب انتشار هذه الأمراض؟ ومن هم الأكثر تأثرًا بها؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟
تشير الدكتورة مريم شكر، طبيبة عامة مع اهتمام خاص بطب الأطفال في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة، إلى أن تغيرات الطقس المصاحبة للانتقال بين الفصول تؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي لدى الإنسان. والسبب الرئيسي هو تعرض الجسم لتغيرات في درجات الحرارة ومستويات الرطوبة، مما يزيد من فرصة انتشار الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض.
إضافة إلى ذلك، يساهم التواجد في الأماكن المغلقة خلال فصول الشتاء والخريف، حيث تقل التهوية الجيدة، في سرعة انتقال العدوى بين الأفراد. وتعد هذه الأجواء المغلقة بيئة مثالية لتكاثر الفيروسات، خاصة في المدارس، ومكاتب العمل، ووسائل النقل العام.
وتضيف شكر، رغم تشابه الأعراض بين نزلات البرد والإنفلونزا، فإن الحمى الشديدة وآلام العضلات العامة هي أعراض مميزة للإنفلونزا، بينما تكون أعراض البرد أقل حدة وتقتصر غالبًا على انسداد الأنف والسعال.
الوقاية من الأمراض الموسمية
هناك عدة طرق بسيطة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض الموسمية، منها:
- غسل اليدين بانتظام: يعد من أهم الوسائل لمنع انتشار الفيروسات.
- تجنب الأماكن المزدحمة: يساعد في تقليل احتمالية التعرض للفيروسات.
- الحصول على لقاح الإنفلونزا: يُوصى به سنويًا، خاصة للأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
وتشدد شكر، على أن الغذاء يلعب دورًا حيويًا في تعزيز جهاز المناعة. تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين C، وشرب السوائل الساخنة، والنوم الكافي يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض. ولقاح الإنفلونزا هو أحد أفضل الأساليب الوقائية ضد هذا المرض. وقد أثبت فعاليته في تقليل شدة الأعراض وحدوث المضاعفات، وهو يُوصى به بشدة خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة مثل الربو أو الحساسية، فإن الالتزام بالأدوية الوقائية وتجنب التعرض لمحفزات الحساسية المعروفة يمكن أن يقلل من تأثير الأمراض الموسمية فيهم. كما يُنصح بالحصول على اللقاحات الموسمية لتجنب المضاعفات. وبالرغم من أن تغيرات الطقس لا تؤدي بالضرورة إلى ظهور فيروسات جديدة، فإنها تسهم في زيادة انتشار وتفاقم الفيروسات الحالية. لذا، تبقى الوقاية والتوعية الصحية هما الركيزتان الأساسيتان للحد من تأثير هذه الأمراض.
واختتمت شكر بالتأكيد أن الأمراض الموسمية تمثل تحديًا صحيًا متكررًا، لكن من خلال اتخاذ التدابير الوقائية واتباع النصائح الطبية، يمكن تقليل خطر الإصابة والحد من انتشارها. كما أن الاهتمام بالتطعيمات الموسمية والنظام الغذائي الصحي يُعدان مفتاحين رئيسيين للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع.